أسطورة لوحة الشطرنج

من طرف **Ghary** الجمعة أبريل 10, 2009 12:44 am

أسطورة لوحة الشطرنج
لعبة الشطرنج واحدة من أقدم الالعاب, وهي توجد منذ عدة قرون وليس من المستغرب انه ترتبط بها اساطير كثيرة لا يمكن اختبار صحتها لانها كانت في قديم الزمان,,,
وأريد الان رواية إحدى هذه الأساطير, لكي نتفهمها لايلزم بتاتاً ان تكون على معرفة بكيفية لعب هذه اللعبة, ويكفي ان تعرف انها تتم على لوحة مقسمة إلى 64 مربعاً (سوداء وبيضاء على التوالي).
تم ابتكار لعبة الشطرنج في الهند وعندما تعرف الملك الهندي (شيرام) عليها اندهش لذكائها واختلاف الاوضاع المكنة بها. وعندما علم الملك ان مخترعها من رعاياه أمرا بإحضاره إليه لكي يكافئه شخصياً على فكرته الرائعة!
حضر المخترع وكان اسمه (سيتا), إلى عرش الملك. لقد كان عالماً بسيط الملبس, ويكسب قوته بتعليم تلاميذه.
وقال الملك: إنني أريد ان أكافئك يا سيتا على هذه اللعبة العظيمة التي اخترعتها.
وخر الحكيم ساجداً.
واضاف الملك يقول: إنني غني بما فيه الكفاية لأحقق أشجع رغبة لديك, قل المكافأة التي ترضيك وستحصل عليها! ولزم سيتا الصمت,,,
فشجعه القيصر قائلاً: اذكر رغبتك, فإنها سوف تحقق لك.
قال سيتا: إن كرمك عظيم ايها الملك. ولكن اعطني مهلة لكي افكر في الاجابة. غداً سأخبرك, بعد أن يختمر تفكيري برغبتي.
وعندما جاء سيتا في اليوم التالي إلى مدرجات العرش, ادهش القيصر بتواضع طلب سيتا.
قال سيتا: أيها الملك أأمر ان تعطي لي من أجل أول مربع من لوحة الشطرنج حبة قمح!
فدهش الملك وقال: حبة قمح عادية؟؟!
سيتا: نعم أيها الملك, وعن المربع الثاني أأمر بإعطائي حبتين, وعن الثالث 4 حبات والرابع 8 حبات والخامس 16 حبة والسادس 32 حبة ... وعن...
وقاطعه القيصر متضايقاً: يكفي يكفي, ستأخذ الحبات عن جميع الـ 64 مربعاُ للوحة تبعاً لرغبتك. عن كل مربع بمقدار ضعف ما أخذته عن المربع الذي قبله!!! ولكن اعلم ان هذه الرغبة غير جديرة بكرمي, انك بطلبك مثل هذه المكافأة تتجاهل كرمي بما ينم عن عدم الاحترام. والواقع انك كمعلم, كان الاولى بك أن تكون قدوة حسنة في احترام كرم ملكك, اذهب, وسيحمل لك خدمي كيس القمح,, فابتسم سيتا وخرج من القاعة! واخذ ينتظر عند بوابة القصر....
وأثناء الغداء تذكر الملك المخترع سيتا, وبعث يسأل هل أخذ سيتا الطائش مكافأته البائسة أم لا.
وكانت الاجابة: أيها الملك أمرك ينفذ ويقوم رياضيو القصر بحساب عدد الحبوب اللازمة.
وعبس الملك. فإنه لم يتعود أن تنفذ أوامره بهذا البطء. وفي المساء سأل الملك هل انصرف سيتا ومعه كيسه من القمح؟ فاجابوه: أيها الملك إن رياضييك يعملون بدون كلل, وهم يأملون أن ينتهوا من العمل قبل الفجر!
فسأل الملك بغضب: لماذا يبطئون في هذا العمل؟ لابد أن يعطى لسيتا غدا قبل ان استيقظ كل شيء حتى آخر حبة. إنني لا أعيد اصدار أوامري.
وعند الصباح قيل للملك ان كبير رياضيي القصر يرجو منه سماع شيء هام!
فقال شيرام: قبل أن تقول ما تريد, أريد أن اسمع هل اعطيت في نهاية الامر لسيتا طلبه التافه؟
فاجاب الشيخ قائلاً: من أجل ذلك تجرأت على المثول أمامك في مثل هذه الساعة المبكرة, لقد حسبنا بإمعان كل عدد الحبوب التي يريد أن يحصل عليها سيتا, وان هذا العدد لضخم,
فقاطعه الملك بغطرسة قائلاً: مهما كان العدد ضخماً, فلن تفتقر خزائني, ولابد أن تسلم المكافأة التي وعدت بها!
فاجاب الشيخ بصوت منخفض: ليس في سلطتك أيها الملك تنفيذ مثل هذه الرغبة. ففي كل خزائنك لا يوجد مثل هذا العدد الضخم من الحبوب الذي طلبه سيتا. فلا يوجد مثل هذا العدد في كل خزائن المملكة, ولن يوجد في كل الارض. ولو أردت أن تعطيه المكافأة الموعودة فلتأمر أن تتحول ممالك الارض جميعا إلى أرض للحرث, وأن تجفف البحار والمحيطات, وأن يزال الجليد والثلوج التي تغطي الصحاري الشمالية. وليكن كل مافيها من ارض مزروعة بالقمح, وان يعطى كل ماسينتج من هذه الحقول لسيتا, عندئذ سيأخد مكافأته,
واستمع الملك بدهشة إلى كلمات الشيخ... وقال وهو غارق في التفكير. اذكر لي هذا العدد العجيب,
قال الشيخ:
ثمانية عشر كوينتليونا وأربعمائة وستة وأربعون كوادرليونا وسبعمائة واربعة واربعون ترليونا وسبعمائة وثلاثة بليونا وسبعمائة وتسعة ملايين وخمسمائة وواحد وخمسون الف وستمائة وخمس عشرة حبة,,, يامولاي

هذه هي الاسطورة ولا يعرف فيما بعد اذا كانت حقيقة او لا, ولكن المكافأة التي تتحدث عنها الاسطورة حقيقية ولابد أن يعبر عنها بهذا الرقم فعلاً, ويمكن اتاكد من ذلك بنفسنا اذا قمت بالحساب وبصبر,,

ومن هذه الاسطور نستنتج كيف أن الاعداد عند مضاعفتها تتضاعف بشكل هائل جداً وخاصة بعد المضاعفة رقم 15,,,
وانتظروا العديد من مقالاتي القادمة عن الاعداد العملاقة من حولنا وداخلنا!

كتابة وتجميع: GHARY أسطورة لوحة الشطرنج 877976