احتلال فلسطين أغبى قرار اتخذه اليهود

تعرض اليهود طوال تاريخهم الأسود إلى الاضطهاد والتقتيل في أوروبا وفي الاتحاد السوفيتي سابقا، والمجزرة النازية أحسن دليل على ذلك، مثل ما فعلته محاكم التفتيش في الأندلس بعد سقوط الدولة الإسلامية من تقتيل في حق اليهود الذين حافظت الممالك الإسلامية المتوالية عليهم وعلى حق ممارستهم لشعائرهم الدينية، وهذه المحاكم أجبرت المسلمين واليهود على تغيير دينهم والتحول إلى المسيحية عكس المسلمين الذين لم يمسوا بحق اليهود في ممارسة دينهم. ورغم كل هذا، يأتي اليهود إلى فلسطين لينشئوا دولتهم وليناصبوا العداء للعرب الذين طالما أحسنوا إليهم، وليعيثوا في إخواننا في فلسطين فسادا وتقتيلا، ولتمتد جرائمهم مع مرور الوقت وتتعاظم قوتهم إلى مصر ولبنان وسوريا، وحتى إلى العراق. واليوم يحصد هذا الشعب اليهودي ما زرعه، فهم يعيشون الخوف والفزع ويختبئ مليونان منهم في الملاجئ خوفا من صواريخ حزب الله التي تمطر مدنهم، وما هذا إلا قليل من كثير من المصائب التي ستحل بهذه الدولة العنصرية التي ينتظرها الزوال، سواء في القريب العاجل أو البعيد الآجل، فالتاريخ يعيد نفسه دائما، هذا ما علمناه ابن خلدون. فدولتهم الأولى لم تعمّر أكثر من ثلاثين سنة، لينقض عليها من كانوا يسكنون عراق اليوم، ثم يأتي الصليبيون لينشئوا دويلاتهم على أرض فلسطين، ويوحد صلاح الدين الشام ومصر ويقضي عليهم ويطردهم من أرضنا بعد أن قضوا فيها أكثر من مئة سنة. واليوم يناهز عمر الدولة اليهودية ستين سنة، ولكنها في طريق الأفول، "فنصر الله" قادم بصواريخه وبمقاومة لا تعرف الخوف ولا التراجع، وعلى إسرائيل ألا تغتر بتخاذل الأنظمة العربية عن نصرة المقاومة، فلحكامنا دور يجب أن يؤدوه، وهو دور البناء ولو على حساب الشرف، ليأتي جيل له دور التدمير.. هذا الجيل سيدمر ويقلب بإسرائيل الأرض العربية ليدفن الصهاينة تحتها، ولا يبقى منهم إلا من عرف قدره واحترم نفسه وحياة الآخرين كما طالب باحترام حياته. فخوف اليهود اليوم ظاهر من استعمالهم المفرط للقوة، فهم يقتلون الأطفال كما فعلوا في قانا الأولى والثانية خوفا من أن يشب هؤلاء الأطفال على كرههم ولم تشتد سواعدهم. يرتعش اليهود من تنامي الصحوة الإسلامية ومن تنامي أعداد العرب في الغرب وتزايد نفوذهم هناك، وهم يرتعشون من إمكانية ظهور نصر الله جديد في قلب كل دولة عربية بسبب تنامي المقاومة وامتدادها إلى مصر والأردن وسوريا وباقي الدول العربية. العرب رضوا أن تُقسم فلسطين وأن تكون لليهود دولة على الأرض الفلسطينية، لكنّ اليهود لم يزدهم ذلك إلا غرورا وطمعا في المزيد، فكلما تنازلنا لهم طلبوا أن نتنازل أكثر، ولكننا ندرك أن ذلك ليس بالأمر العجيب عندما نعرف أن اليهود لا يرون في العرب سوى مخلوقات لا تستحق الحياة، تستبيح دماء أطفالهم ونسائهم وتنتزع أرضهم لأنهم لا يسحقونها في نظرهم، أولم يقل عافوديا يوسف زعيم حزب شاس: "إن العرب حشرات وحيوانات لا يستحقون العيش وهم غير آدميين"، وما هذا إلا قليل مما يقولون في العرب. واليهود يتصورون أنفسهم من جهة أخرى بأنهم شعب الله المختار، وأن كل ما عانوه هو بسبب تفوقهم وغيرة الشعوب الأخرى منهم، ولكنهم اليوم عرفوا أن العرب لا يقلون عنهم شأنا، فقد حطم حزب الله أسطورة جيشهم الذي لا يُهزم، بل ويشتركون معهم في كونهم ساميين، وكلما زاد ظلمهم لنا كلما اقترب يوم حسابهم، وأي خطأ أكبر من أن يأتوا ليجاوروا العرب ليكونوا كالغريق المتعلق بقشة في وسط بحر عربي هادئ، ولكنه الهدوء الذي يسبق العاصفة.

شكرا مصطفى ع الموضوع
بس انا بأيدك 50 % فقط